مرات مشاهدة الصفحة في الأسبوع الماضي

السبت، 25 ديسمبر 2010

"العلاقة بين الصحة النفسية والأمراض الجسدية المزمنة: من أجل رعاية متكاملة ومستمرة"

"العلاقة بين الصحة النفسية والأمراض الجسدية المزمنة: من أجل رعاية متكاملة ومستمرة"
نشر في دورية القافلة الأسبوعية بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية في أكتوبر 2010
حددت منظمة الصحة العالمية يوم 10 أكتوبر من كل عام "اليوم العالمي للصحة النفسية" بهدف إذكاء الوعي العام بقضايا الصحة النفسية، ومحاربة وصمة المرض النفسي، وتشجيع النقاشات المفتوحة حول الاضطرابات النفسية والعمل على إدماج قضايا الصحة النفسية في صميم جهود التنمية، وتوظيف الفعاليات المجتمعية المختلفة للإستثمار في خدمات الوقاية والعلاج النفسي، خصوصا في ظل النقص الحاد في خدمات علاج الأمراض النفسية والعصبية والاضطرابات المرتبطة بالإدمان، لاسيما في البلدان الشحيحة الموارد والكفاءات.
وقد جعلت منظمة الصحة العالمية شعار هذا العام هو "العلاقة بين الصحة النفسية والأمراض الجسدية المزمنة: من أجل رعاية متكاملة ومستمرة" للأفراد، وتم تحديد الأمراض "الغير المعدية" بالذات مثل أمراض القلب والسكري والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي والبدانة، والتي يقدر الخبراء أنها المسؤولة عن 60 في المئة من الوفيات في العالم، والتي يتركز 80 في المئة منها بين فئات السكان الأكثر فقرا في العالم.
إن العلاقة بين الصحة البدنية والصحة النفسية تعتبر علاقة وثيقة وحميمية بحيث يمكن القول بانه لا توجد صحة بدنية بدون صحة نفسية ولا وجود لتنمية بدون الصحة البدنية والصحة النفسية. ولقد زاد فهم المختصين للعلاقة بين هذه الأمراض المزمنة والأمراض النفسية بشكل كبير في العقدين الماضيين، وتبين أن الأشخاص الذين يعانون هذه الأمراض المزمنة لديهم معدلات أعلى من الاكتئاب والقلق عن عموم السكان. كما تبين البحوث أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض جسدية مزمنة غالبا ما يعانون من مشاكل نفسية وبالعكس.
وحيث أن الإكتئاب يعد رد فعل طبيعي لحالة غير طبيعية، لذلك فإنه ليس من المستغرب أن الاكتئاب هو الأكثر شيوعا بين المصابين بالأمراض المزمنة. ونسبة الإصابة بالاكتئاب عموما تقدر من 10-25 ٪ بالنسبة للنساء، وللرجال من 5-12 ٪. ولقد أظهرت الدراسات البحثية أن أن نسبة الإصابة بالإكتئاب بين الذين يعانون من أمراض مزمنة تتراوح بين 25-33%، أي أنها تتفوق على نسبة الإكتئاب بين مجموعات السكان الأخرى.
فتظهرالإحصائيات مثلا أن 1 من 5 من الذين يعانون من مرض الشريان التاجي للقلب،  و1 من 3 من مرضى قصور القلب الاحتقاني، يعانون أيضا من الإكتئاب. ومع ذلك فإن الإكتئاب في غالبية هذه الحالات لا يتم التعرف عليه أو التعامل معه بشكل مناسب. ولهذا فقد أوصت جمعية القلب الامريكية  بأن يتم إجراء فحص الإكتئاب لجميع مرضى القلب. كما أن احتمالات الاصابة بالاكتئاب تتضاعف عند المصابين بمرض السكر. وتشير التقديرات الى ان واحدا من كل أربعة أشخاص من المصابين بداء السكري يعاني من أعراض الاكتئاب. ولوحظ أن وجود الاكتئاب عند مرضى السكر يمكن أن يؤدي إلى اتخاذ قرارات سيئة بالنسبة لنمط الحياة مثل تناول الأطعمة غير الصحية، و ممارسة أقل للرياضة، وزيادة معدلات التدخين، وتعاطي الكحول، وزيادة الوزن، وهذه كلها عوامل خطيرة لمرضى السكر وتجعل السيطرة على المرض ومستويات السكر أكثر صعوبة بما يزيد من خطر الوفاة لدى المصابين بداء السكري.
ورغم أن  تحسين نوعية الحياة للفرد بما  يقلل من العجز واليأس،ويعزز الثقة بالنفس واحترام الذات، أحد أهم أهداف منظمات ومؤسسات الرعاية الصحية ، إلا أن هناك خطوات كثيرة يمكن للشخص نفسه أن يتخذها للوقاية أو لإدارة المرض بغض النظر عن التشخيص. و هذه الخطوات قد تختلف من أسبوع لآخر أو من فرد إلى آخر، إلا أن هناك عدد من الأساسيات التي لا غنى عنها لأي فرد ينشد أفضل حياة نوعية رغم إصابته بمرض ومنها:

1. التغذية السليمة
أنت ما تأكله. ما تأكله له تأثير عميق على صحتك النفسية والبدنية. إن اتباع نظام غذائي صحي ضروري لأداء أمثل وللشفاء. وحسب طبيعة مرضك فإن ذلك قد يعني دمج أطعمة جديدة في نظامك الغذائي أو التخلص من بعض أطعمتك المفضلة.وعلى أقل تقدير ، يجب الإستغناء عن أطعمة مثل السكر والكافيين، والأطعمة المعالجة والدهون غير الصحية ، واستبدال هذه بأطعمة مغذية مثل الخضار والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور والفواكه واللحوم الطازجة أو المجمدة والدواجن. ويفضل أن يكون نظامك الغذائي خاليا من المواد الكيميائية والسموم مثل المبيدات الحشرية والألوان والمواد المضافة والمواد الحافظة.




5. التواصلإن كونك على تواصل منتظم ومباشر مع مقدمي الرعاية الصحية والأصدقاء والأسرة أمر حيوي لصحتك النفسية والبدنية. وسوف تحصل على أفضل رعاية ممكنة إذا حصلت على معلومات وافيه عن طبيعة المرض الذي تعاني منه وبين لك الطبيب الأعراض المرضية، والتحاليل الطبية المطلوبة، وكيفية عمل الأدوية والأعراض الجانبية، وأيضا التوقعات المستقبلية لهذه الحالة. والاتصال بين المريض ومقدمي الرعاية الطبية يمنع سوء الفهم ويعزز العلاقة الحميمة ويقلل نسبة القلق والغضب التي قد يعاني منها بعض المرضى. كما أن تواصلك مع أسرتك وأصدقائك يشعرك بالدعم والمؤازة وهي من العوامل الهامة في العلاج والشفاء.

6. تثقيف نفسك
العلم سلاح فعال. إن الإطلاع والمعرفة حول الأمراض يفيد المرضى من ناحية التقليل والوقاية من المضاعفات المبكرة. والقيام بنوع من البحث عن طريق "الانترنت" والمواقع العالمية للأمراض تشكل ثروة معرفية للمرضى في جميع أنحاء العالم وتؤدي الى إتخاذ قرارات صائبة.ومن ناحية أخرى فان المعرفة والتعلم الذاتي يشعر الفرد بالقوة والسيطرة وتجعله شريكا في العملية العلاجية.

7. نظم نفسك
إن تحديد الأولويات للانشطة اليومية وتنظيم الوقت، وكسر الأهداف الطويلة الأمد الى أهداف مترابطة قصيرة الأمد، تسمح للانسان بتحقيق أهدافه في خطوات صغيرة وسهلة مع تفادي الضغوطات. ويتطلب تنظيم النفس القابلية والمرونة.
 
8. الفكاهة والإبداع
إن الفكاهة و والإبداع مثل تبادل النكات والفكاهة أو مشاهدة أفلام مضحكة أو حتى مشاهدة الرسوم المتحركة أ قراءة الكتب والأشعار والرسم مفيدة للنفس والجسد.وهي لازمة لمساعدتنا على وضع الامور في نصابها والخروج من السلبية، وتعمل على تحسين المزاج وجعل الحياة أقل عبئا وأكثر قابلية للإدارة.
9. العلاقات تغذي النفس
كل شخص يحتاج الحب والدعم خصوصا الذين يعانون من أمراض مزمنة. وهإن العلاقات الدافئة تساعد المريض على تقبل المرض والتكيف معه و مواجهته. ليس هناك شيء أكثر من المحبة والوفاء تتمناه النفس البشرية.

10. الحد من التوتر
لا يمكن العيش بدون توتر وقلق، حتى أن القليل من القلق مفيد للانسان، ولكن ليس الى حد إثقال النفس بالهموم والسلبية الشبه دائمة.  البساطة والتمتع بالموجود والأشياء البسيطة في الحياة، والايجابية والتفائل من الصفات التي تؤثر على قدرة الانسان لمواجهة "عصر القلق"، كما أن فنيات الاسترخاء والتدليك والسفر والتواصل يعزز القدرة على التجديد.
لا بد لنا جميعا من التيقظ لمشاكل الصحة النفسية التي تصيب اللذين يعانون من أمراض بدنية مزمنة، كما يجب توفير خدمات الرعاية الصحية للمرضى النفسيين وذلك في إطار رعاية متكاملة ومستمرة.




4. القيام بدور نشط في مجال الرعاية الصحية الخاص بكيجب أن تلعب دورا محوريا في العلاج والرعاية الصحية الخاص بك، وتتخلى عن دور المتلقي السلبي للرعاية الطبية. وهذا يتطلب منك الشراكة والتعاون مع مقدمي الرعاية الصحية.
3. التغذية الروحية
تغذية روحك هي بنفس أهمية تغذية معدتك. مارس التغذية الروحية بما تراه مناسبا وباقتناع ذاتي مثل الصلاة، والتأمل، والمشي، واليوغا، والتواصل مع الطبيعة والموسيقى والفن والكتابة ، أوتكوين علاقات ذات مغزى عميق تعطي بعدا لحياتك يتجاوز نفسك، وهذه جميعها تعتبر مصادر كبيرة للغذاء الروحي.
2. ممارسة الرياضة بواقعية
تعد ممارسة الرياضة أمر بالغ الأهمية للجسم والعقل والروح. وهي تؤدي الى تحسينات رائعة في المزاج وتسكن الآلام بسبب المواد الطبيعية التي يفرزها الجسم خلال الرياضة مثل الأندورفين. وتحد الرياضة من أمراض القلب ، وتساعد على بناء العظام والعضلات والمحافظة على الوزن. وتعتبرالرياضة طريقة ممتازة لتخفيف الاكتئاب والغضب والتوتر والقلق، وتعزز تقدير الذات والثقة بالنفس لدى الفرد.إن ممارسة الرياضة بشكل منتظم يحسن مستويات الطاقة ، ويساعد على النوم بشكل أفضل وبعمق أكثر، ويقوي جهاز المناعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق